ينطلق ملتقى دلّول للفنّانين (DAC) رسميًّا هذا الصّيف، حامل معه رؤيةً جريئة لمستقبل رعاية الفنّانين في العالم العربيّ وخارجه. وقد استنبطها الدّكتور باسل دلّول، المُحامي المتخصّص في التّكنولوجيا وهاوي الفنون وداعمها، ليُعيد تشكيل فكرة الدّعم الطّويل الأمد المقدّم إلى الفنّانين التّشكيليّين، من خلال توفير البنى، والاستراتيجيّات، والرّعاية ومرافقتهم في مراحل مسيرتهم الفنّيّة بأكملها.
يتعدّى ملتقى دلول للفنّانين DAC كونه مجرّد صالة عرض أو تجارة في الفنّ، ليشمل منصّة تركّز على المسار المهنيّ للفنّان. فهي تساعد الفنّانين على اجتياز تعقيدات عالم الفنّ المعاصر وعقباته، من تتبّع كميّة المخزون والتّفاوض على المبيعات، إلى كتابة السّير الذّاتيّة، وإدارة الجوانب اللّوجستيّة، والحفاظ على الإرث الفنّيّ. فسواء أكانوا مقيمين في بيروت أو حول العالم، فإنّ الفنّانين المنتسبين إلى ملتقى دلول للفنّانين DAC، يحظَون بالدّعم المهنيّ والأساس الفنّيّ الّذي يتيح لهم التّركيز على عملهم وعلى إبداعاتهم.
بداية تنطلق من إرث عريق لتصنع ميراث عميق
يُدشَّن البرنامج الفنّيّ للملتقى، في الثّالث من تمّوز ٢٠٢٥، بمعرض فرديّ للفنّان اللّبنانيّ البارز فوزي بعلبكي تحت عنوان الهروب إلى الفرح. يضمّ المعرض ٥٥ عملًا جديدًا، تشكّلت عبر عقودٍ من الذّكريات والهجرة والتّحوّلات، وهي تجسيد حيّ وانعكاس للمسار الفنّيّ العميق الّذي تأسّست مجموعة دلول الفنّيّة DAC من أجله. فمسيرة بعلبكي تُجسّد روحيّة هذا الملتقى: الفنّان صلب الحياة الثّقافيّة ومحرّكها الأساسيّ. تماشيًا مع هذه الرّؤية، ستكون الأعمال المعروضة متاحةً أيضًا للإقتناء.
فضاء تشكّل الرّؤى
يقع ملتقى دلول للفنّانين DAC في مبنى ستون غاردن الأيقونيّ في وسط بيروت، من تصميم المعماريّة اللّبنانيّة الحائزة على جوائز عديدة، لينا غضّوم. بواجهته الإسمنتيّة المشكّلة يدويًّا، وتصميمه العموديّ، يشكّل المبنى معلمًا للذّاكرة والصّمود والتّجديد، وهي قيَم تنسجم بعمق مع رسالة هذا الملتقى. وغالبًا ما يُترجم هذا الملمس الخارجيّ كاستجابة شعريّة لندوب الحرب، ما يجعل منه خلفيّة ملائمة لمجموعة تنذر ذاتها لحفظ الإرث الثّقافيّ بشكل طويل الأمد. فهندسة غضّوم المعماريّة تحوّل مقرّ ملتقى دلّول للفنّانين DAC إلى أكثر من مجرّد مساحة وظيفيّة، لتصبح جزءًا من هويّة المنصّة، المتجذّرة في التّاريخ والمجتمع والرّعاية.
رؤية المنصّة
وُجِد ملتقى دلول للفنّانين DAC لأنّ الفنّانين لا يستحقّون الإعجاب فقط، بل يستحقّون الدّعم، والبنى، والمناصرة. المجموعة حاليًّا تستقبل الفنّانين المحترفين وذوي الخبرة المتوسّطة عبر دعوات خاصّة، على أن تُفسِح المجال مستقبلًا أمام عددٍ من المواهب الصّاعدة. وتُقدَّم للأعضاء إدارة مهنيّة مُخصَّصة وتقارير شهريّة تضمن الشّفافيّة والاستمراريّة في الممارسة الفنّيّة لكلّ فنّان.
