استضاف ملتقى دلّول للفنانين (DAC) أمسية افتتاحية مذهلة لإطلاق معرض شواهد النار: شهادات من الفن العربي. وما إن فُتحت أبواب المعرض حتًى نبض مبنى ستون جاردن الحجري بالحياة، لاسيما مع توافد الزوّار الذين تجاذبوا أطراف الحديث عند جدرانه، إلى جانب المصوّرين الذين تجوّلوا بين الأعمال الفنّية، والأهم من ذلك، الأجواء التي عمّت بشعور ملموس لهدف واحد مشترك.
وقبل أن تغمر الجموع أرجاء المكان، استُهلّت الأمسية بلحظة هدوء حُفرت في الأذهان، إذ جال الفنّان ضياء العزّاوي المعرض، يتأمّل مساحاته، ويتوقّف أمام جدرانه، ملاحظًا بصمت الجدارية المنسوجة التي تشكّل ركيزة المعرض. لحظةٌ أقرب إلى مشهد يمرّ خلاله حارس الذاكرة ليبارك العرض قبل أن تُنيره الأضواء من كل جانب، وتملأه الحشود وأصواتهم في كل مكان.
ومع بدء توافد الضيوف، رحّبت بهم القطعة الفنّية الأساسية في المعرض، وهي الجدارية المنسوجة الضخمة مجزرة صبرا وشاتيلا للفنان ضياء العزّاوي عام 2018، إذ تردّد حضورها الخارق طوال الوقت في المكان، رغم أنّها مُحاطة بروائع فنّية أخرى لا تقلّ جمالًا. ومن حولها، تضافرت مساهمات ملتقى دلّول للفنانين (DAC)، ومؤسسة رمزي وسائدة دلّول للفنون (DAF)، بالإضافة إلى الفنانين المشاركين شخصيًّا وأعمالهم الفنية، لتنسج معًا لوحة متكاملة تعكس كلًّا من الذاكرة، والصراع، والمقاومة، والصمود.
وما أضفى على هذه الأمسية وقعًا استثنائيًّا هو في الواقع حضور الفنانين شخصيًّا، إذ وقف معظمهم بجانب أعمالهم متفاعلين بشكل مباشر مع الزوّار في لحظات اتّسمت بالتواصل، والتقدير، والفخر على السواء. أمّا حجم الحضور الهائل، فقد زاد بدوره الأجواء حيوية وطاقة إيجابية، بدءًا من عشّاق الفن، والطلّاب، ومرورًا بالصحافيين والداعمين القُدامى لكل من ملتقى دلّول للفنانين (DAC) ومؤسسة رمزي وسائدة دلّول للفنون (DAF)، ووصولًا إلى المارّة الفضوليين، الذين ملأوا جميعًا المكان بما يفوق التوقّعات. ومع ذلك، تخلّل تلك اللحظات والأجواء النابضة بالحياة بعض الوقفات الهادئة التي تجوّل خلالها الضيوف بصمت أمام التحف الفنية البارزة، متأمّلين كلّ تفصيل فيها، ومستشفّين كلّ قصة ترويها.
وبينما مضت الأمسية قدمًا، تحوّلت المساحة الفنية المخصصة لملتقى دلّول للفنانين (DAC) إلى أكثر من مجرّد مكان للعرض فحسب، بل إلى مساحة بدت أقرب إلى الشهادة الجماعية. وتنوّعت الحوارات بين الاستكشافات التقنية حول الأنسجة، والورق، والزنك، والأغراض المتوفّرة، وبين نقاشات أكثر عمقًا تمسّ الذاكرة والشهادة، وتحمل في طيّاتها أملًا بما قد يحقّقه الفن.
أبواب المعرض مفتوحة الآن ولغاية 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025
معرض شواهد النار مستمر في ملتقى دلّول للفنانين DAC
تتوفّر الجولات الإرشادية أيّام الخميس والسبت بحجز مُسبق. لحجز موعد، يُرجى التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني، أو رقم الهاتف.
شكر وتقدير من القلب
لكل من انضمّ إلينا في الأمسية الافتتاحية، وساهم بوقته الثمين، أو طاقته الإيجابية، أو ببساطة بحضوره، فقد ترك حضوركم أثرًا كبيرًا. وإلى الفنانين، والقيّم الفني، وفريق العمل، وكل جندي مجهول ساهم في الكواليس، فإنّ هذه الأمسية ما كانت لتصبح حقيقة لولا جهودنا المشتركة. ونتطلّع إلى مزيد من الزيارات، والمحادثات، ولحظات التأمل خلال الأسابيع المقبلة.