“Cinema led me to art, and art led me everywhere else.”
— Yervant Hawarian
وُلِدَ يروانت هواريان في مدينة القامشلي، سوريا عام 1949، وهو رسّام لبناني-سوري من أصلٍ أرمني، وواحدٌ من أكثر صُنّاع الصورة إنتاجاً في الثقافة البصرية المعاصرة في لبنان. إستقرّ هواريان في بيروت منذ أوائل الستينيات، وبدأت مسيرته المهنية في سن الخامسة عشرة كرسَامِ مُلصقاتٍ سينمائية، حيث أنجز ملصقاتِ أفلامٍ ضخمة لأهمّ دور العرض في لبنان. بحلول أوائل السبعينيّات، كان يدير عدّة دور سينما، من بينها «سينما رويال» التي أقام فيها مرسمه، دامجاً موقع الإنتاج مع موقع العرض. خلال تلك الفترة، كان هاوريان قد وظّف استوديو كاملاً من المساعدين لتلبية الطلب على أعماله في مختلف المدن اللبنانية.
إلى جانب أعماله السينمائية، أصبح هاوريان رسّام الٻورتريه غير الرسمي لرؤساء الجمهورية اللبنانية، إذ تلقّى تكليفات من خمسة رؤساء متعاقبين بين سبعينيّات وتسعينيّات القرن الماضي، فضلاً عن شخصياتٍ سياسية بارزة أخرى. اتّسعت ممارسته الفنية لتشمل الجِداريات العامة الضخمة، والتكليفات الكَنَسيّة، وپورتريهات لكِبار شخصيات الثقافية العربية. كما أنتج العديد من اللافتات والملصقات التي انتشرت في شوارع لبنان لأغراضٍ ترويجية.
منذ مطلع الألفيّة الثالثة، تحوّل هاوريان إلى ممارسةٍ فنيّة تأملية الذّات، أعاد فيها قراءة العصر الذهبي للسينما العربية من خلال لوحاتٍ أكريليك كبيرة الحجم وأعمالٍ نحتيّة صندوقيّة، إستعاد فيها الفنان أفلاماً شهيرة مثل «كازابلانكا» و«ذهب مع الريح». وقد عُرِضت هذه الأعمال في معرض «أمل في عصر ديستوبيا» (2024) الذي أُقيمَ في «مؤسسة رمزي وسائدة دلّول للفنون». كما عُرِضت أعماله في معرض «من أجل أطفال غزة» (2024) في متاحف مشيرب، الدوحة، ومعرض «ديڨا: من أم كلثوم إلى داليدا» (2025) في متحف سرسق، بيروت. وبين عامَي 2005 و2011، تلقّى هاوريان تكليفاتٍ لرسم تصويرات أيقونية دينية لستّ كنائس في مختلف أنحاء لبنان.
تُعرضُ أعمال يروانت هاوريان في «مؤسسة رمزي وسائدة دلّول للفنون» (DAF)، بيروت، كما عُرِضت في معارض تتناول التاريخ البصري للبنان وتصاوير الثقافة الشعبية العربية. يُنظَرُ إلى هواريان على نطاقٍ واسع بوصفه شخصية تأسيسية في تاريخ الملصقات السينمائية المرسومة يدوياً في الشرق الأوسط، إذ تمتدّ مسيرته على مدى ستة عقودٍ وتضمّ ما يُقدَّر بعشرين ألف عملٍ فني، تجمع بين السينما وپورتريهات السياسيين والفنانين والأيقونات الدينية والثقافة التصويرية الشعبية.
