“My work is a reaction to war, not a chronicle. I am repeating the shock over and over again, to rid myself of the nightmare.” — Serwan Baran
وُلد سيروان باران في بغداد في العراق عام 1968، ويُعدّ من أبرز وجوه الفن العراقي بعد الحرب، إذ اشتهر بلوحاته التي تجسّد الصراعات والحالات الإنسانية بصور مثقلة بالتوتر على الصعيد النفسي. التحق باران بكلية الفنون الجميلة في جامعة بابل، حيث تخرّج عام 1992، ليعمل بعدها كأستاذ في جامعة بغداد لمدة سبع سنوات. وفي أولى مراحل ممارساته الفنية، عمِل باران كرسّام عسكري لنظام البعث، بحيث ساهمت هذه التجربة في بلورة مسيرته الفنية لاحقًا. ومنذ انتقاله إلى عمّان، ومن ثم إلى بيروت عام 2013، سعى إلى تطوير مجموعة أعمال فنية تطرح تساؤلات حول الذاكرة الجماعية، والعنف، والسلطة من خلال لوحات وأعمال تركيبية فنية ضخمة.
تمتاز خبرة باران الفنية بتنوّعها، إذ تجمع بين الرسم، والنحت، والأعمال التركيبية الفنية، والوسائط المتعددة، فهو يستخدم لوحة ألوان تنحصر بالألوان الترابية وأسلوب تعدد الطبقات الكثيف، عاكسًا بذلك آثار الحرب المادية والنفسية على السواء. أمّا مواضيعه، التي غالبًا ما تشمل جنودًا، وقادة، ودمارًا، وظلال حيوانات، فتنحدر من الأسلوب التجريدي لتجسّد كلًّا من الصدمات التاريخية والشهادات الشخصية. وقد طوّر باران نهجه عبر السنوات، مُدرجًا الأساطير، وتفكيك السلطة، والرمزية، والتوتر الأسلوبي بين تصوير الشخصيات والانحلال، ما يمنح أعماله الفنية طابعًا ازدواجيًّا يجمع بين السرد البصري والمجاز.
وعلى الصعيد العالمي، قام باران بتمثيل بلاده في "فاذرلاند" خلال بينالي البندقية الثامن والخمسين عام 2019، الذي استضاف جناحًا فرديًّا خاصًّا بالعراق للمرة الأولى، وضمّ لوحات قماشية ضخمة وأعمالًا تركيبية نحتية أُنجزت باستخدام الزي العسكري وبقايا الحطام المستخرجة من مناطق النزاعات.
أمّا على الصعيد الشخصي، فقد نظّم سيروان عددًا من المعارض الفردية، أبرزها في غاليري صالح بركات في بيروت عام 2020، وغاليري أجيال للفنون التشكيلية في بيروت عام 2018، وجاليري مصر في القاهرة عام 2020، وجاليري نبض للفنون في عمّان عام 2013، فضلًا عن معرض ماتيس للفنون في مراكش عام 2013. وقد عُرضت أعماله الفنية أيضًا في بينالي القاهرة عام 1999، وبينالي الخَرافي في الكويت عام 2011، وبينالي مراكش عام 2012.
وخلال تسعينيات القرن الماضي، حصد باران العديد من الجوائز العراقية، منها جائزة الشباب عام 1990، والجائزتان الأولى والثانية خلال مهرجان بغداد الدولي للفنون التشكيلية عام 1994-1995. كما أنّه عضو في الرابطة الدولية للفنون (اليونيكسو)، وفي جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ونقابة الفنانين العراقيين. أمّا أعماله الفنية، فتُقتنى اليوم ضمن مجموعات فنية خاصة وعامة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا، بما فيها مؤسسة رمزي وسائدة دلول للفنون في بيروت، ومؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، ودارة الفنون في عمّان.
